خليل الحية: غزة صنعت فصلا ناصعا بتاريخ المقاومة والكرامة
أكد رئيس حركة حماس، خليل الحية، ان غزة "جريحة لكنها عظيمة" وأن أهلها برغم الخراب والدمار والبحث عن لقمة الماء والدواء، قد كتبوا صفحة بطولية صنعت فصلاً ناصعًا في تاريخ المقاومة والكرامة.
وفي كلمته اليوم الجمعة خلال افتتاح فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر القومي العربي في بيروت، أكد الحية أن السابع من أكتوبر شكّل نقطة تحوّل جوهرية في صراع الأمة مع مشروع التهويد والهيمنة، وأنه أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية وطمر محاولات طمسها.
وقال إن السابع من أكتوبر كان رداً على تهميش القضية الفلسطينية ومحاولات بناء "شرق أوسط جديد" يخدم مشاريع الهيمنة، مؤكدًا أن من دون تحقيق الحقوق الفلسطينية الكاملة من إقامة دولة وعودة اللاجئين وتقرير المصير لن تهدأ المنطقة ولن يستتب الأمن.
وجّه رئيس حركة حماس تحية إجلال وإكبار لكل الشعوب الحرة والأحرار في مشارق الأرض ومغاربها الذين احتضنوا قضية فلسطين ووقفوا إلى جانب غزة، مشددًا على أن التضامن الشعبي كان وستبقى أداةً حاسمة في مساندة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني.
ودعا إلى تحويل زخم السابع من أكتوبر إلى برامج عملية وخطط زمنية لإسناد غزة وإعادة إعمارها، معتبرًا أن الانتصار ليس قرارًا عسكريًا وحسب بل مشروعًا سياسيًا وشعبيًا يستوجب تعبئة الموارد والجهود عبر مؤسسات المجتمع والدول الصديقة.
وأشار الحية إلى ضرورة متابعة مرتكبي الجرائم ضد الشعب الفلسطيني وملاحقتهم قانونيًا أمام محاكم جرائم الحرب، مطالبًا بفتح ملفات المحاسبة على الانتهاكات التي ارتُكبت بحق المدنيين والمقدسات.
وحمّل النخب والصحفيين والكتاب والفضائيات مسؤولية كبيرة في تشكيل السردية الجديدة ودحر الحملات الإعلامية المعادية، مؤكدًا أن القلم والصوت والصورة سيكون لها دور موازي لأدوار السلاح في المراحل المقبلة.
وجدد رئيس حركة حماس التأكيد على أن سلاح المقاومة يمثل "شرف الأمة" ودليلًا على أن الشعب حيٌ ومصمم على تحرير أرضه، وأن أي محاولة لنزع هذا السلاح تُعد محاولـة لتفريغ الأمة من قدراتها وحقوقها.
ودعا الحية الحضور والمؤتمر القومي العربي إلى رصّ الصفوف والعمل على توحيد المبادرات السياسية والدبلوماسية والمدنية لصالح برنامـج عملي يدعم المقاومة ويعجل بإنهاء الاحتلال، كما دعا إلى العمل الممنهج والمستمر من أجل فلسطين، مؤكداً أن الشعوب التي انتفضت في "طوفان الأقصى" قد أوضحت أن الطريق إلى التحرير ممكن وأن الجهود الموحدة والتخطيط العملي هما الطريق إلى تحقيق أهداف الأمة.