اللواء رضائي: لو استمرت الحرب على إيران لمدة شهرين، لما بقي شيء من اسرائيل

شارك القائد الاسبق للحرس الثوري وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران اللواء محسن رضائي في مقابلة متلفزة مساء الاحد حول التطورات الاخيرة بشأن ملف المفاوضات والعقوبات ضد ايران حيث أكد اللواء رضائي في هذه المقابلة ان ايران خططت للحرب لمدة شهرين وانه لو استمرت تلك الحرب شهرين لما بقي شيء من اسرائيل الان.
وقال اللواء رضائي في هذه المقابلة التي تطرقت الى قضايا سياسية واقتصادية وميدانية ان ايران لم تكن تتوقع ان يطلب الكيان الاسرائيلي وقف اطلاق النار بعد مضي 12 يوما من الحرب وانها خططت للحرب لمدة شهرين لكن كونوا على ثقة إذا استمرت الحرب شهرين، لما كان هناك وجود لإسرائيل اليوم.
وفي بداية المقابلة تطرق اللواء رضائي الى موضوع المفاوضات بين ايران والغرب قائلا " لقد قيل لنا إنه إذا توصلنا إلى اتفاق مع السيد غروسي، فلن يتم تنفيذ آلية الزناد (سناب باك)، ولكن بعد ذلك، نقض الطرف الغربي وعده، وطلب الأمريكيون من الأوروبيين الذهاب لتنفيذ آلية الزناد."
وتابع: "بعد فشل الأنظمة الغربية في الحرب التي استمرت 12 يوماً ضد إيران، اتجه جبهة الغرب نحو تنفيذ آلية الاسترجاع، وذلك بينما أبدت إيران أقصى مرونة حتى أنها توصلت إلى اتفاق القاهرة، لكن الطرف المقابل لم يلتفت إلى نوافذ الدبلوماسية واتبع طريقاً أكثر صعوبة."
وتابع: "هذه السياسة الخارجية لأوروبا وصلت إلى طريق مسدود مع تنفيذ آلية الاسترجاع، لدرجة أن أبعاد المفاوضات والأحداث المحيطة بها إذا تم شرحها بوضوح للشعب، سيتضح مدى سخرية وفضيحة الأمر."
وأضاف اللواء رضائي: "قيل لنا إنه إذا توصلنا إلى اتفاق مع السيد غروسي، فلن يتم تنفيذ آلية الاسترجاع، وذهب السيد عراقجي إلى القاهرة ونفذوا ذلك، ولكن بعد ذلك نقض الطرف وعده، وقال الأمريكيون لأوروبا: 'لقد تصرفتم بلا جدوى، اذهبوا ونفذوا آلية الاسترجاع'. قدمت الصين وروسيا، بعد مشاورات باكستان وإيران، قراراً يهدف إلى تأخير هذا الموضوع، لكن الأمريكيين والأوروبيين رفضوا هذا القرار."
وأوضح: "بعد كلمات قائد الثورة الإسلامية حول كيفية إجراء المفاوضات، حدثت مرونة في الطرف المقابل، وتحدثت الصين وروسيا مع الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا من أجل صياغة القرار الثاني بطريقة يتم التصويت عليه بالإيجاب. حتى الأوروبيون أنفسهم قالوا لنا إنهم سيصوتون على هذا القرار."
وتحدث اللواء رضائي حول القرار الثاني الذي كان يقضي بتعليق العقوبات ضد ايران لمدة ستة أشهر اضافية فقال: "هذا القرار كان مقترحاً من روسيا والصين، وأخبرونا أن الطرف المقابل قال إذا تم تمرير هذا القرار، فسيتم التوصل إلى اتفاق."
وأضاف: "لكن قبل 24 ساعة من التصويت، قال الأمريكيون لهذه الدول الثلاث: 'لا تفعلوا هذا'. فنقض الاوروبيون وعودهم حتى مع التغييرات الطفيفة في القرار والمفاوضات التي أجراها السيد عراقجي والسيد بزشكيان مع الأطراف الأوروبية، ضغط الأمريكيون عليهم وتراجع الطرف المقابل مرة أخرى."
وأضاف متسائلاً: "لماذا يحتاجون إلى هذا العمل الآن؟ إذا لم يكونوا قد هزموا في الحرب التي استمرت 12 يوماً، لما اتجهوا نحو آلية الاسترجاع أساساً. أي أن مقاومتنا قد أتت أكلها. أولئك الذين لم يتمكنوا من إخضاع إيران في الحرب والضغوط الأخرى، لجأوا إلى آلية الاسترجاع. وهذا يظهر أن آلية الاسترجاع هي وثيقة فشل استراتيجي للعدو في مواجهة إيران خلال الأشهر القليلة الماضية."
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت آلية الاسترجاع مفعلة حالياً أم لا، قال اللواء رضائي: "لا ينبغي النظر إلى هذا الموضوع بإفراط أو تفريط. إنهم يبحثون عن ذريعة لأن السياسة الخارجية لأوروبا قد فشلت في العالم. في قضايا مثل أوكرانيا، أصبحوا ضعفاء جداً وأصبحوا في حاجة ماسة لأمريكا. كلما أعطى الأمريكيون إشارة، يغيرون اتجاههم ويتحركون خلف أمريكا وإسرائيل. هذا يعني أن أوروبا الآن ليس لديها سياسة خارجية، وقد فقدت ذلك التصلب النسبي الذي كانت تمتلكه."
وأكد اللواء رضائي : "أقل من 3% من هذه العقوبات قابلة للتطبيق، وقد فكرنا في حلول حتى لهذه النسبة."وتابع اللواء رضائي قائلاً: "يجب علينا، بناءً على التجارب السابقة وخاصة تجارب 50 عاماً في الدبلوماسية، تغيير الأساليب. دبلوماسيتنا التقليدية، على الأقل مع هذه الدول التي أصبحت طبيعتها واضحة، لا ينبغي أن تستمر."
وشرح اللواء رضائي قائلاً: "يجب أن تكون الأولوية للميدان"، موضحاً: "الميدان ليس عسكرياً فقط، هناك ميادين أخرى، ويجب أن تجري المفاوضات بعد العمل في الميادين وتكون في خدمة الميدان." تراجع أميركا بدأ منذ 20 عاماً
وتحدث اللواء محسن رضائي حول مسار تراجع أمريكا فقال: "تقريباً منذ 20 عاماً فما بعد بدأ تراجع أمريكا. هذا التراجع بدأ بأزمة السندات وعدم الثقة في مستقبل الدولار، وأن الأمريكيين يحتاجون إلى حرب جديدة لإنقاذ الدولار، يجب أن يشنوا حرباً لإنقاذ الدولار. منذ 20 عاماً بدأ تراجع أمريكا بشكل خاص."
كما اشار الى تصريحات نتنياهو فقال: "نتنياهو يقول يجب أن نصنع إسرائيل كبرى لأن أمريكا وإسرائيل توصلا إلى نتيجة أنه إذا لم يسعوا للتوسع، فسوف ينهارون ويسقطون."
وأكد اللواء رضائي: "لذلك فإن هذه التحركات تظهر أنهم يعرفون أن المهمة صعبة واحتمال النجاح قليل، لكنهم مضطرين للحرب من أجل البقاء والحفاظ على مكانة أمريكا الأولى وكيان إسرائيل."
وتحدث حول الأولوية الجغرافية قائلاً: "يريدون العثور على مكان يكون مهماً جيوسياسياً، يمكنهم منافسة روسيا والصين فيه، وفي نفس الوقت إنقاذ الاقتصاد الأمريكي. لذلك فإن أفضل منطقة هي غرب آسيا."
وشدد بان اميركا والغرب والكيان الاسرائيلي لا يركزون فقط على موضوع الصواريخ الايرانية بل انهم يريدون نزع سلاح هذه المنطقة برمتها، ومن ثم يأتي دور مصر والسعودية وتركيا؛ فلا يجب أن تمتلك هذه الدول جيوشاً بل قوات على مستوى الشرطة، ويجب تفكيك دول مثل السعودية وإيران."
هل هناك إمكانية لهجوم جديد؟
وتحدث اللواء محسن رضائي حول التهديد العسكري ضد إيران فقال: "نعم، إنهم يسعون بعد تنفيذ آلية الاسترجاع إلى اختبار حظهم مرة أخرى ضد إيران عسكرياً. هذا ممكن على الرغم من أن استعداد قواتنا المسلحة يتزايد بسرعة وهذا يمكن أن يكون له دور رادع."
وتابع: "قد تحدث أحداث في إسرائيل نفسها تمنع تنفيذ خطة العدو للمرة الثانية. أيضاً العمل الذي يريدون القيام به في العراق، إذا تم تنفيذه قبل إيران، فقد يتورطون في مستنقع لا يمكنهم المضي قدماً فيه؛ لكن هذا هو ما يريدونه."
وتحدث اللواء رضائي حول القدرة العسكرية الإيرانية فقال: "في الحرب التي استمرت 12 يوماً، استخدمنا فقط 30% من قدراتنا، لأننا كنا مستعدين لحرب شهرين. العديد من صواريخنا، بما فيها الصواريخ التي لم يتم الكشف عنها بعد، لم تُستخدم."
وشرح حول صواريخ سجيل وخرمشهر: "في اليوم الحادي عشر والثاني عشر من الحرب، دخلت صواريخ سجيل وخرمشهر، التي كانت ظواهر جديدة، في الميدان. هذه الصواريخ كانت قادرة على اختراق جدار القبة الحديدية، وكان رأس الصاروخ ينفلق ليطلق 80 قنبلة على الهدف.
وقال اللواء رضائي: "هذه أحلام موجودة في أذهانهم، ولهذا يقومون بهذا الكم من المجازر وتصرفات مذهلة لتحقيق هذه الأهداف."
وأضاف اللواء رضائي: "كنا قد خططنا للحرب لمدة شهرين، ولم نعتقد أن الطرف المقابل سيطلب وقف إطلاق النار بهذه السرعة . لكن كونوا على ثقة إذا استمرت الحرب شهرين، لما كان هناك وجود لإسرائيل اليوم."
وتحدث اللواء محسن رضائي حول قدرة العدو على المضي في طريق الحرب الطويل فقال: "في غزة، العدو عالق. لبنان جُرح ونزف لكنه ما زال (مقاوماً). فيما يخص سوريا، نحن نقر ونعلم أن بعض أخطاء بعض الدول المجاورة كلفتنا ثمناً، لكن حتى المكان الذي وصلوا إليه الاسرائيليون الآن، فقد تكبدوا خسائر فادحة."
وأضاف: "العمر السياسي لهذه الخطة العدوة لم يكن ولن يكون أكثر من سنتين. ليس الأمر أن نتنياهو يمكنه الاستمرار هكذا حتى الأشهر القليلة القادمة."
وشرح اللواء رضائي: "كل حرب لها قدرة محدودة. حرب الخليج الفارسي الاولى كان قدرتها 8 سنوات ولم يكن من الممكن أن تصبح 9 سنوات. لأن البيئة داخل إيران والعراق والعلاقات الدولية لها قدرة محدودة. وقدرة هذا العمل الذي بدأته أميركا مع نتنياهو هي سنتان إلى سنتان ونصف كحد أقصى، أي حتى نهاية هذا العام أو بضعة أشهر من العام المقبل."
وتابع: "خلال هذه الفترة، هل يمكنهم تحقيق النتيجة في هذا المشروع الضخم؟ إذا نظرتم الآن إلى وجهي السيد ترامب ونتنياهو، ستلاحظون الغضب والقلق والعدوانية تجاه المراسلين. هذا يظهر أنهم عالقون في مستنقع وهذا العمل لن ينجح. ليست لديهم القدرة على القيام بهذا العمل، لا فيما يتعلق بإيران ولا في المنطقة ككل."
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS