عراقجي: ميثاق الأمم المتحدة يواجه تهديدات غير مسبوقة

قال وزير الخارجية الايراني، عباس عراقجي، ان ميثاق الأمم المتحدة يواجه تهديدات غير مسبوقة بسبب الأحادية والهيمنة التي تمارسها مجموعة قليلة من البلدان.
وألقى وزير الخارجية كلمة في الاجتماع السابع لوزراء خارجية مجموعة أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة على هامش اجتماعات الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة وزير الخارجية:
أود أن أعرب عن امتناني لجمهورية فنزويلا البوليفارية لقيادتها القوية لمجموعة أصدقاء ميثاق الأمم المتحدة ولدعوتها لعقد هذا الاجتماع.
وقال عراقجي: يأتي هذا الاجتماع بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، ولكن في الوقت نفسه، في فترة مضطربة ومنعطف حرج حيث يواجه ميثاق الأمم المتحدة نفسه تهديدات غير مسبوقة من جانب الأحادية وهيمنة عدد قليل من البلدان.
وأضاف: في 13 يونيو/حزيران 2025، شنّ الكيان الإرهابي الصهيوني عدوانا سافرا على بلدي، مستهدفا المدنيين والبنية التحتية المدنية، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أعداد أكبر بكثير. وأخيرا، بالتعاون الكامل مع الولايات المتحدة، استهدف المنشآت النووية السلمية الإيرانية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتابع: شكلت هذه الأعمال العدوانية انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
وأوضح أن الكارثة الإنسانية في فلسطين لا تُوصف، حيث يرتكب الكيان الصهيوني، بمساعدة ودعم الولايات المتحدة، إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، من بين جرائم أخرى.
وقال إنه لا يكتفي الكيان باستخدام التجويع كأسلوب حرب، بل يطبق بنشاط سياسة "الإبادة بالتجويع" التي تهدف إلى قتل الشعب الفلسطيني الجائع أصلًا والذي ينتظر المساعدات الإنسانية. يرتكب الاحتلال الفصل العنصري هذا "إبادة جماعية داخل إبادة جماعية".
وقال وزير الخارجية: إن مجرد الكلام لن يوقف المأساة المستمرة؛ إذ يجب ترجمة الالتزامات القانونية، كالالتزام بمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، إلى تدابير ملموسة لوقف هذه الجريمة، مضيفا: أنه يجب على جميع الدول الامتناع عن تقديم أي مساعدة للاحتلال الصهيوني، بما في ذلك نقل الأسلحة، كما أعلنت محكمة العدل الدولية.
واستطرد بالقول: يجب على مجلس الأمن فرض عقوبات صارمة وفعالة على الكيان الصهيوني، ويجب محاسبة كيان الاحتلال محاسبة كاملة وتقديم قادته المجرمين للعدالة من خلال تعاون دولي فعال.
وأضاف في هذا الصدد، لا ينبغي أن نغفل عن التطورات الأخيرة في أمريكا اللاتينية، الناتجة عن التهديدات التي تشكلها الولايات المتحدة للسلام والأمن والاستقرار في تلك المنطقة.
وقال إننا ندين الإجراءات والجهود غير القانونية التي تبذلها الولايات المتحدة ضد سيادة فنزويلا وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي، ونعرب عن تضامننا مع شعب وحكومة جمهورية فنزويلا البوليفارية.
وأضاف أننا نقدر جهود المجموعة في مواجهة التدابير القسرية الانفرادية، ونرحب في هذا الصدد باعتماد الجمعية العامة مؤخرًا لمشروع قرار المجموعة، بدعم مشترك من أعضاء المجموعة، بما في ذلك بلدي، والذي يحدد اليوم الدولي لمناهضة التدابير القسرية الانفرادية.
وتابع أننا نثمن عاليا متابعة المجموعة المتواصلة لدعم مقترح جمهورية إيران الإسلامية بشأن سبل ووسائل مواجهة التدابير القسرية الانفرادية، الذي قدم إلى لجنة ميثاق الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية باعتبارها عضواً مسؤولاً ومؤسساً للأمم المتحدة، تظل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بالأهداف النبيلة للمجموعة في الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة، وتقدر الخطوات المتخذة في هذا الصدد، وتتطلع إلى المساهمات المستقبلية للمجموعة في دعم أهداف ومبادئ الميثاق والوفاء بوعودها للجميع.