أمين عام جبهة الدفاع عن الشعب الفلسطيني: الإمام الخميني حول قضية فلسطين إلى قضية كفاح إسلامي وإنساني

قال الأمين العام لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني إن الإمام الخميني أخرج القضية الفلسطينية من كونها قضية عربية وحولها قضية كفاح ونضال إسلامي وإنساني.
وعقد المؤتمر بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمرجع الكبير للعالم الإسلامي، وقد بدأ المؤتمر في تمام الساعة الرابعة عصر اليوم الإثنين (2 يونيو 2025) في قاعة "إيوان شمس" بطهران.
وأقيم المؤتمر برعاية "جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني"، وبالتعاون مع وكالة القدس للأنباء(قدسنا)، وبلدية طهران، والمجمع العالمي للصحوة الإسلامية.
وخلال كلمته في المؤتمر، قال الأمين العام لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني إن الإمام الخميني أخرج القضية الفلسطينية من كونها قضية عربية وحولها قضية كفاح ونضال إسلامي وإنساني.
حجت الإسلام والمسلمين رحيميان الذي كان قد رافق الإمام الخميني منذ سن الثالثة عشرة؛ قدّم ملاحظات موضوعية وعرض وثائق من عهد نهضة الإمام الخميني (رض) بشأن القضية الفلسطينية خلال الـ 62 عامًا الماضية، وقال: "كان أساس تفكير الإمام الخميني (رض) مبنيًا بالكامل على القرآن الكريم. كان القرآن الكريم عقيدة الإمام، وقد قبل القرآن الكريم بكامله وبجميع أبعاده".
وأشار حجة الإسلام والمسلمين رحيميان إلى عدة أمثلة كأمثلة بارزة علي دعم الإمام الخميني للقضية الفلسطينية قبل انتصار ثورته؛ وقال: كان أول وأهم خطاب للإمام الخميني في العاشر من محرم عامي 1388 هـ و1342 هـ و3 يونيو 1963 م، في المدرسة الفيضية، إذ أكد أهمية قضية فلسطين والعداء مع الكيان الصهيوني. في هذا الخطاب، تحدث الإمام الخميني عن جميع عيوب الشاه وجرائمه وخياناته وارتباطه بالكيان الصهيوني، وكان تركيزه الرئيسي على إسرائيل ونفوذ الصهاينة. كما أشار الإمام الخميني إلى أن الارتباط بالصهاينة على أنه أكبر خيانة للشاه. وقد أدت هذه القضية إلى اعتقال الإمام الراحل، وبعد يومين وقعت حادثة 15 خرداد، واستشهد 15 ألف إنسان في إيران على يد نظام الشاه بسبب الكشف عن علاقات الشاه بالصهاينة.
رحيميان شدد علي أن ما تقدم ذكره يؤكد علي أن نضال الإمام ضد الكيان الصهيوني يعود إلي 62 عام، وهذا يعكس تأكيد الإمام على ضرورة محاربة الكيان الصهيوني، ففي ذلك الخطاب، هتف الإمام عاليا محذراً من خطر الصهاينة ونادي إلي إزالتها من الوجود.
وأضاف الأمين العام لجمعية الدفاع عن الأمة الفلسطينية: كان البيان والخطاب المهم التالي للإمام الراحل في 3 جمادى الثانية 1388 هـ، و6 شهريور 1347 هـ، و28 أغسطس 1968 م، عندما كتب الإمام، الذي كان في النجف الأشرف، ردًا على رسالة من مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين حول الجهاد ضد إسرائيل ودعم حركة الفدائيين وأولئك الذين كانوا يقاتلون إسرائيل: لقد حذرت بالفعل من أن الحكومة الإسرائيلية المغتصبة، بأهدافها، تشكل خطرًا كبيرًا على الإسلام والدول الإسلامية..و الآن نحذر المسلمين من فوات الأوان وضياع فرصة مواجهة الصهاينة...
وأشار إلى أن الإمام تجاوز في حديثه القومية الفلسطينية أو العربية وأثار قضية الإسلام منذ ذلك الحين، وقال: "من مميزات ونقاط قوة حركة الإمام أنه فصل القضية الفلسطينية عن المجال القومي والعربي وربطها بالعالم الإسلامي مؤكداً على أهمية القضية الفلسطينية".
حجة الإسلام والمسلمين رحيميان أوضح أن " الإمام قد كتب في تلك الرسالة أنه بما أن احتمال الخطر موجه إلى أساس الإسلام، فمن الضروري للدول الإسلامية خاصة وللمسلمين عامة أن يدفعوا هذا الفساد بكل وسيلة ممكنة، وأن لا يقصروا في مساعدة المدافعين عنه، وأنه يجوز إنفاق أموال الزكاة والصدقات الأخرى في هذا الأمر الحيوي المهم".
وأضاف: وفي هذا الصدد أجاز قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي أيضاً إنفاق ربع الخمس ونصف سهم الإمام والسادة، وهو واجب شرعي، على المقاومة، بما في ذلك في فلسطين ولبنان.
وأشار الأمين العام لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني إلى أن الإمام الخميني هو أول شخصية دينية وأول مرجع ديني بين علماء السنة والشيعة يصدر فتوى لمساعدة الفلسطينيين في القتال ضد إسرائيل.
وأضاف حجة الإسلام والمسلمين رحيميان أن الإمام الخميني التقي في طهران، في السنوات الأولى لانتصار الثورة، بعالم سني يُدعى الشيخ أسعد بيوض التميمي، وهو إمام وخطيب المسجد الأقصى. وخلال هذا اللقاء، أعلن العالم السني مبايعته للإمام الراحل في قضية الجهاد ضد إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية.
كما قام بسرد بعض تفاصيل لقاء الشهيد فتحي شقاقي أمين عام جركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني بالإمام الخميني وفتواه المرتبطة بالكفاح ضد الصهاينة، وقال: "في ذلك اللقاء قال الإمام الخميني إن اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين يختلفون عن اليهود في البلدان الأخرى، وأن اليهود في فلسطين مهما كانت خصائصهم، مسلحين أو غير مسلحين، حكوميين أو غير حكوميين، كلهم يعتبرون مغتصبين وأعداء، فمحاربتهم وقتالهم أمر مشروع".
وأضاف: "من أهم إنجازات الإمام تأسيس حزب الله في لبنان بعد انتصار الثورة الإسلامية، وكان حزب الله ثمرة فكر الإمام، وكان دوره الرئيسي محاربة إسرائيل والصهاينة المغتصبين". وبعد ذلك فإن تشكيل مجموعات المقاومة الأخرى في العراق، وكذلك في السنوات الأخيرة الشعب اليمني البطل الذي يحمل اليوم راية المقاومة ويقاتل ببسالة ضد أمريكا والصهاينة، هو امتداد لنفس الحركة التي أسسها الإمام الخميني. وتمثل استمرار مسيرة الإمام في تشكيل حركتي حماس والجهاد الإسلامي البطلتين. واليوم، وصل مسار المقاومة إلى حدّ رفع شعارات الموت لإسرائيل، والموت لأمريكا، وكل من يدافع عن هذا النظام المجرم ويدعمه في الجامعات الأمريكية وسائر أنحاء العالم.
ومضي أمين عام جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني يقول: "عندما نقارن اليوم بتلك الفترة المظلمة التي لم يكن فيها أي ذكر للاحتلال الإسرائيلي، ولم تُتخذ سوى إجراءات محدودة، نرى أن هذه الحركة اكتسبت بُعدًا إسلاميًا وإنسانيًا. واليوم نشهد الالتحام بين الشيعة والسنة دفاعًا عن الحق، فالإخوة الشيعة والسنة، وحتى المسيحيون، موحدون في دعم المقاومة".
وفي إشارة إلى أحداث العام الماضي المريرة، والتي رافقتها استشهاد قادة المقاومة، ومنهم الشهيد السيد حسن نصر الله، والشهيد السيد هاشم صفي الدين، والشهيد يحيى السنوار، قال: "إن دماء الشهداء تضخ دما وزخما متجددا في مسار المقاومة، توهي تفتح طريقها نحو تدمير إسرائيل وكل القوى الداعمة لها، وتحرير مدينة القدس الشريف. وإن شاء الله سنشهد اليوم الذي قد ردده الإمام مرارًا، وهو إقامة صلاة الجماعة في المسجد الأقصى".
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS