الاحد 18 ذوالحجة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir
انعقاد المؤتمر الدولي "الإمام الخميني (رض) وقضية فلسطين" في طهران

أمين عام جبهة الدفاع عن الشعب الفلسطيني: الإمام الخميني حول قضية فلسطين إلى قضية إسلامية وإنسانية/ حركات المقاومة: الإمام الخميني ساعد في تغزيز دور حركات المقاومة وشرعنتها

انطلقت أعمال المؤتمر الدولي "الإمام الخميني (رض) وقضية فلسطين" في العاصمة الإيرانية طهران، بمشاركة 200 ضيف أجنبي وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية ونشطاء القضية الفلسطينية والمقاومة.

وعقد المؤتمر بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني (رضوان الله عليه)، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمرجع الكبير للعالم الإسلامي، وقد بدأ المؤتمر في تمام الساعة الرابعة عصر اليوم الإثنين (2 يونيو 2025) في قاعة "إيوان شمس" بطهران.

 

ونظم المؤتمر برعاية "جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني"، وبالتعاون مع وكالة القدس للأنباء(قدسنا)، وبلدية طهران، والمجمع العالمي للصحوة الإسلامية.

 

استُهل المؤتمر بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها عزف النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

ومن بين المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر: حجة الإسلام والمسلمين محمد حسن رحيميان، الأمين العام لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وعلي رضا زاكاني، عمدة طهران ومندوبيحركات المقاومة الإسلامية لدي طهران.

 

وخلال كلمته في المؤتمر، قال الأمين العام لجمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني إن الإمام الخميني أخرج القضية الفلسطينية من كونها قضية عربية وحولها قضية كفاح ونضال إسلامي وإنساني.

حجة الإسلام والمسلمين رحيميان الذي كان قد رافق الإمام الخميني منذ سن الثالثة عشرة؛ قدّم ملاحظات موضوعية وعرض وثائق من عهد نهضة الإمام الخميني (رض) بشأن القضية الفلسطينية خلال الـ 62 عامًا الماضية، وقال: "كان أساس تفكير الإمام الخميني (رض) مبنيًا بالكامل على القرآن الكريم. كان القرآن الكريم عقيدة الإمام، وقد قبل القرآن الكريم بكامله وبجميع أبعاده".

 

وأشار حجة الإسلام والمسلمين رحيميان إلى عدة أمثلة كأمثلة بارزة علي دعم الإمام الخميني للقضية الفلسطينية قبل انتصار ثورته؛ وقال: كان أول وأهم خطاب للإمام الخميني في العاشر من محرم عامي 1388 هـ و1342 هـ و3 يونيو 1963 م، في المدرسة الفيضية، إذ أكد أهمية قضية فلسطين والعداء مع الكيان الصهيوني. في هذا الخطاب، تحدث الإمام الخميني عن جميع عيوب الشاه وجرائمه وخياناته وارتباطه بالكيان الصهيوني، وكان تركيزه الرئيسي على إسرائيل ونفوذ الصهاينة. كما أشار الإمام الخميني إلى أن الارتباط بالصهاينة على أنه أكبر خيانة للشاه. وقد أدت هذه القضية إلى اعتقال الإمام الراحل، وبعد يومين وقعت حادثة 15 خرداد، واستشهد 15 ألف إنسان في إيران على يد نظام الشاه بسبب الكشف عن علاقات الشاه بالصهاينة.

 

رحيميان شدد علي أن ما تقدم ذكره يؤكد علي أن نضال الإمام ضد الكيان الصهيوني يعود إلي 62 عام، وهذا يعكس تأكيد الإمام على ضرورة محاربة الكيان الصهيوني، ففي ذلك الخطاب، هتف الإمام عاليا محذراً من خطر الصهاينة ونادي إلي إزالتها من الوجود.

وأضاف الأمين العام لجمعية الدفاع عن الأمة الفلسطينية: كان البيان والخطاب المهم التالي للإمام الراحل في 3 جمادى الثانية 1388 هـ، و6 شهريور 1347 هـ، و28 أغسطس 1968 م، عندما كتب الإمام، الذي كان في النجف الأشرف، ردًا على رسالة من مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين حول الجهاد ضد إسرائيل ودعم حركة الفدائيين وأولئك الذين كانوا يقاتلون إسرائيل: لقد حذرت بالفعل من أن الحكومة الإسرائيلية المغتصبة، بأهدافها، تشكل خطرًا كبيرًا على الإسلام والدول الإسلامية..و الآن نحذر المسلمين من فوات الأوان وضياع فرصة مواجهة الصهاينة...

 

من جهته، أشاد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران بمواقفف الإمام الخميني الداعمة للمقاومة وفلسين، وقال: "كان الإمام الخميني دقيقاً للغاية في تحديد وتوضيح جبهة الحق والباطل، وأكد أن النظام الصهيوني يقع على محور الباطل والاستكبار العالمي ويجب محاربته".

 

وأضاف ناصر أبو شريف: الأمر الثاني هو أن الإمام الخميني أعاد إحياء الإسلام، وقد فعل ذلك بالقدوة العظيمة التي قدمتها الثورة الإسلامية في ضرورة دعم العالم الإسلامي للقضية الفلسطينية. ساهم الإمام الخميني، من خلال خطواته، في تقوية فصائل المقاومة في فلسطين وغيرها من الدول، وإضفاء الشرعية عليها. لولا خطوات الإمام الخميني ومواقفه، لما كان لفصائل المقاومة أي شرعية أو قوة في ظل الوضع الراهن في المنطقة. ويمكننا اعتبار الإمام مُحيي القضية الفلسطينية، لا سيما في وقتٍ غيّرت فيه الدول العربية، ومنها مصر، مواقفها في دعم فلسطين.

 

بدوره قال رئيس مكتب حزب الله اللبناني في إيران إن الإمام كان قد اهتم بقضية فلسطين قبل انتظار الثورة الإسلامية، مضيفا أن الجميع يعلم أن فلسطين وجدت وضعًا مختلفًا تمامًا بفعل الدعم الذي قدمه الإمام الخميني، إذ دعا إلي دعم فلسطين، ووضع مواجهة الكيان الصهيوني على سلم أولوياته.

 

من جهته قال ممثل حماس في طهران: "في ظل ما نشهده من تطورات مهمة في العالم، وخاصة في المنطقة، فإننا في الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني، نستذكر مواقفه الجليلة في نصرة فلسطين.

 

وأضاف أن الثورة التي قادها الإمام الخميني ثورةً فريدةً ومختلفةً تمامًا في العالم. كان الإمام الخميني هو من صاغَ وأنشأ الأدبيات السياسية ومفهومَ مقارعة الظلم في مواجهة الكيان الصهيوني. وفي هذه الأيام، نشهد أيضًا، تماشيًا مع رؤية الإمام السامية.

 

بدوره أكد رئيس بلدية طهران عليرضا زاكاني أن الإمام الخميني احيا الإسلام المحمدي الأصيل وكانت له نظرة حضارية للقضية الفلسطينية".

 

أوضح زاكاني: "من وجهة نظر الإمام، كانت قضية فلسطين أكثر من مجرد حادثة عرقية عابرة. فقد اعتبرها الإمام محور الحضارة ومواجهة الحق والباطل".

 

وقال رئيس بلدية طهران: إن نظرة الإمام الخميني (رحمه الله) للقضية الفلسطينية كانت نظرة وحدة بين الشيعة والسنة، ومن وجهة نظره فإن فلسطين رمز للوحدة الإسلامية.

 

وفي رسالة وجهها للمؤتمر، أكد أمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية علي أكبر ولايتي أن  الإمام الخميني (رض) ميّز بوضوح بين اليهود كأقلية دينية محترمة، وبين الصهيونية كتيار عنصري وعدواني.

 

وأضاف أن الإمام (رض) يعارض بشدة كل محاولات تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وكان يعتبر اتفاقات مثل "كامب ديفيد" خيانة للإسلام، وقال: "كامب ديفيد مؤامرة لإضفاء الشرعية على اعتداءات إسرائيل." وفور توقيع هذه الاتفاقية المخزية، أصدر الإمام الأمر بقطع العلاقات مع مصر.

وشدد علي أن رؤية الإمام الخميني (رض) لفلسطين تجاوزت حدود التحليل السياسي، فكانت منظومة فكرية ثورية مستمدة من تعاليم الإسلام. ومن خلال فصل اليهودية عن الصهيونية، وفضح الأهداف التوسعية لهذا الكيان، والدعم الشامل للمقاومة، وتحويل المناسبات الدينية كالحج ويوم القدس إلى أدوات توعية، ورفض التطبيع، رسم الإمام نهجاً واضحاً وثابتاً للأمة الإسلامية.

 

وأوضح أن هذا النهج جعل من فلسطين قضية الأمة الإسلامية الكبرى، وأبقى روح الجهاد والأمل حيّة في قلوب المقاومين. إن تأكيد الإمام على وحدة المسلمين، والجهاد، والاعتماد على القوة الداخلية للأمة، لا يزال نبراس الطريق نحو تحرير القدس الشريف.

 

كما شهد المؤتمر تكريمًا لرموز بارزين في محور المقاومة الإسلامية، وذلك بمناسبة مشاركتهم وتأثيرهم في عملية "طوفان الأقصى"، ومن بين المكرّمين: الشهيد السيد حسن نصرالله، الأمين العام الراحل لحزب الله لبنان، والشهيد يحيى السنوار، المجاهد وقائد المقاومة في فلسطين، والسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، قائد حركة أنصار الله في اليمن.

 

ومنح في ختام المؤتمر وسام غزة العالمي تقديراً لمكانة هؤلاء القادة ودورهم في دعم المقاومة.


| رمز الموضوع: 404691







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)