الإجابة عن عدة أسئلة
حول فلسطين

وكالة القدس للانباء(قدسنا) الإجابة عن عدة أسئلة حول فلسطين:*

منذ بداية احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل الصهاينة، طرحت عدة أسئلة حول كيفية احتلال هذه الأرض والأسباب التي أدت إلي هذا الأمر، وأيضا ماهي القوي والأطراف التي لعبت وتلعب دوراً في احتلال فلسطين. كما طرحت أسئلة تتعلق بالمؤثرات التي تنعكس نتائجها علي القضية الفلسطينية وقضية احتلال الأراضي الفلسطينة وبالتالي ماهي أبعاد هذه الأزمة، أي أزمة احتلال فلسطين؟ والي ماشابه ذلك من أسئلة. ونحن في هذه الصفحات نسعي إلي طرح بعض الأسئلة وأيضا الإجابة عنها. والجدير بالذكر أننا سنجيب علي الأسئلة بشكل مختصر ومقنع، ونكتفي بالمقدار اللازم من نص المراد الإجابة عنه خشية الإطالة ثم ملل القارئ الكريم.

1-ماهي الأسباب التي أدت إلي احتلال أرض فلسطين؟ ولماذا بدأت هذه الأزمة ؟

من أجل الإجابة عن هذا السؤال لابد لنا من الإشارة-بشكل مختصر- إلي أهمية الموقع الجغرافي لفلسطين وايضا أهميتها التاريخية. إن فلسطين تقع في منطقة يطلق عليها عنوان الشرق الأوسط، وهي المنطقة الذي تعتبر جسر القارات الثلاث، الأمر الذي أعطاها أهمية بالغة وذات تأثير في المعادلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

إن هذه المنطقة تحتوي علي أكبر حقول النفط والغاز علي مستوي العالم (علي رأسها حقول إيران والعراق)، ما جعل البعض يطلق علي هذه المنطقة عنوان"قلب العالم".، وأن هذه المنطقة تمتلك أكبر احتياطي للغاز والنفط في العالم، حيث أنها قادرة علي توفير الطاقة اللازمة لدول العالم علي مدي قرن كامل، وذلك من خلال حجم احتياطي الغاز والنفط المسترج حالياً..

إن منطقة الشرق الأوسط وبسبب أهمية الموقع الجغرافي ، وامتلاكها بعض الامكانيات الخاصة بها كقناة السويس، لها أهمية كبيرة وبالغة في مجال الاقتصاد والتجارة العالمية.

إضافة إلي ذلك، أن هذه المنطقة هي مهد الديانيات السماوية. هذا الأمر أدي إلي أن تكون هذه المنطقة موضع أهتمام اتباع الديانات السماوية، حيث انها تحتوي علي العديد من المعالم تلفت أنظار أتباع تلك الديانات. وأن أهم الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية واليهودية وايضا أكثرها قدسية تقع في هذه المنطقة. كما أنها مسقط رأس الكثير من الأنبياء عليهم السلام، كما أنها محل دفن العديد منهم. ان قضية آخر الزمان والتي تعتبر قضية مشتركة بين الأديان والمذاهب المختلفة، تتعلق بهذه المنطقة، حيث أن ظهور المنجي سيتم في هذه المنطقة وسيقيم حكومته العالمية الموحدة فيها.

إذن لاشك بأن هذه المنطقة تعتبر أفضل منطقة في العالم، سواء من الجانب الاقتصادي، أو التراثي والحضاري والديني، وأن الهيمنة علي هذه المنطقة يعني الهيمنة علي الاقتصاد العالمي وايضا يعني الهيمنة علي الحضارة والدين في كافة أنحاء العالم.

وقد أشار رئيس الوزراء البريطاني السابق"لويد جورج"، إلي أهمية هذه المنطقة وذلك في معرض حديثه علي ضرورة الحفاظ علي المصالح البريطانية فيها وقال: إن انشاء قاعدة استعمارية يهودية علي أرض فلسطين، من أجل الحفاظ علي مصالح بريطانيا ومصر(اي سهولة الوصل إلي مصر) ضرورة حيوية. رئيس الحكومة البريطانية"آرثور بلفور"، وبعد فترة من الرسالة التي بعث بها إلي أحد زعماء الصهيونية والتي عرفت بوعد بلفور(عام1917م)، أشار في مقال له، بأن الصهيونية سواء كانت علي حق أم علي باطل، جيدة أم سيئة، أنها تضمن المصالح البيريطانية، هي متجذرة في التقاليد الموغلة في القدم ومتطلبات الحاضر والآمال المستقبلية لبريطانيا، اذن فان من وجهة نظر بلفور ان اقامة دولة يهودية في الاراضي الفلسطينية ضرورة ملحة لضمان مصالح بريطانيا في المنطقة، وان اقامة هذه الدولة أهم بكثير من تهجير 700 الف فلسطيني من أراضيهم التاريخية.

وبما أن معظم سكان منطقة الشرق الأوسط من المسلمين، وتعاليمهم الإسلامية ترفض الظلم وهيمنة الإستكبار، فان القوي الإستعمارية والطامحة لبسط سيطرتها علي مقدرات المنطقة ونهب ثرواتها، تري هذه القيم بأنها تشكل خطورة وتعتبر حاجزاً أمام مشاريعها الاستمعارية. لذلك فان تلك القوي سعت من أجل القضاء علي هذه التعاليم بكافة الوسائل والطرق، وتسعي لإبعاد الدين عن الحياة الإسلامية وجعل الحياة قائمة علي غير الدين.

ويتضح مما تقدم، بأن إقامة إسرائيل جاء بهدف ضمان مصالح القوي الاستمعارية والقوي التي اطلق الإمام الخميني(رض) عليها عنوان القوي الاستكبارية والصهيونية العالمية. كما ان الهدف من اقامة الكيان الصهيوني في المنطقة هو القضاء علي الإسلام والعالم الإسلامي، وليكون هذا الكيان كاداة تسهل التحكم بالمنطقة وايضا تسهل عملية زعزعة أمن المنطقة واستقرارها.

2-كيف بدأت أزمة فلسطين؟

ان الامبراطورية العثمانية وسيطرتها علي المنطقة وبعض أجزاء القارة الأوروبية وايضا سيطرتها علي الممرات المائية في المنطقة كانت تشكل تحدياً للقوي الاستعمارية. أن استمرار هذه الامبراطورية كان يشكل خطراً ايضا علي مستقبل القوي الكبري آنذاك، كروسيا، وفرنسا، وبريطانيا. هذا الأمر دفع تلك إلي اتخاذ خطوات لإضعاف الدولة العثمانية، إلي أن انهارت بعد الحرب العالمية الأولي، وخضعت اراضي هذه الدولي إلي سيطرة القوي المنتصرة في تلك الحرب. الاراضي الفلسطينية خضعت لسيطرة القوات البريطانية. أن حضور بريطانيا في فلسطين دفعها لاتخاذ خطواتها المتعلقة بنقل الصهاينة إلي الأراضي الفلسطينية وتوطينهم هناك. إن بريطانيا بالاضافة إلي نقل الصهاينة إلي الاراضي الفلسطينية، قامت بتسليحهم ، وايضا مهدت لهم الأرضية لإرتكاب انواع الجرائم والمجازر بحق ابناء الشعب الفلسطيني، إلي أن مهدت الأرضية لشكل كامل للحرب ضد الفلسطينيين وذلك عام 1948. القوات والعصابات الارهابية الصهيونية (ارجون، وهاجاناه، و منظمات ارهابية أخري)، شنت هجمات دموية ضد ابناء الشعب الفلسطيني الذين كانوا يسكنون في المدن والقري الفلسطينية، وخلال اعمالهم الإجرامية تمكنوا من تشريد أكثر من 750 الف فلسطيني من بيوتهم و أراضيهم التاريخية، وبعد ذلك تم الإعلان عن إقامة دولة إسرائيل علي الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومنذ ذلك الوقت إلي يومنا هذا، لم تنعم المنطقة بامان، وبعد اقامة الكيان الصهيوني أصبحت مركزاً لعدم الاستقرار وانعدام الأمن.
 

3-هل تختص الأزمة الفلسطينية بموقع ومنطقة محددة؟

يحاول البعض تعريف القضية الفلسطينية بأنها قضية تتعلق بمنطقة وموقع محدد، ولا ترتبط بباقي المناطق، كمنطقة الشرق الأوسط أو حتي الأراضي الفلسطينية. لكن الحقيقة والواقع أن ابعاد القضية الفلسطينية تتسع إلي أبعد من ذلك. أن عدم الإهتمام بالقضية الفلسطينية والنظر لها كقضية هامشية غير مرتبطة بالقضايا الأخري، يساعد الصهاينة علي تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم الاستعمارية بسهولة وبأسرع وقت ممكن وباقل تكلفة ايضا.

وبناء علي أهمية منطقة الشرق الأوسط من حيث الموقع الجغرافي، واهمية فلسطين من حيث الجغرافيا السياسية وتأثيرها علي العلاقات بين الدول، يمكن القول بأن القضية الفلسطينية  لا تتعلق بموقع ومنطقة محددة. صحيح أن بعض الأطراف من خلال دعايتهم الإعلامية وجهودهم الدبلوماسية تسعي إلي فرض واقع جديد يتناقض مع الحقيقة والواقع. وبناء علي أهمية القضية الفلسطينية وعلاقتها بمستقل المنطقة ومستقبل الامة، كان الإمام الخميني ومن خلال عبارته الشهيرة (ان اسرائيل يجب أن تزول من الوجود)، يدعو إلي الاهتمام بهذه القضية ومحاربة إسرائيل.

4-هل يختصر احتلال فلسطين علي احتلال أراض فحسب؟

لاشك أن فلسطين محتلة من قبل الصهاينة، لكن السؤال الاساسي الذي يطرح نفسه بهذا الخصوص، هل يمكننا أن نعتبر قضة احتلال فلسطين قصة احتلال ارض، وهي قضية تشبه باقي القضايا المرتبطة باحتلال الاراضي من قبل بعض الحكومات؟ لاشك بأن احتلال فلسطين لايختصر علي احتلال ارض فحسب، ان الصهاينة وقبل احتلال الاراضي الفلسطينية ما كانت لديهم دولة، بعبارة أخري أنهم ماجاؤوا إلي فلسطين لتوسيع رقعة الاراضي التي كانوا يحكمونها، بل هم مجموعة جيء بهم من جميع انحاء العالم و تم توطينهم في الأراضي الفلسطينية. أن هؤلاء الصهاينة المحتلين وبدعم من القوي الاستكبارية استولوا علي الاراضي الفلسطينية واقاموا دولتهم علي انقاض الدولة الفلسطينية وذلك بعد تشريد ابناء الشعب الفلسطيني. وعليه يمكن القول بأن ما حدث في فلسطين من احتلال وقتل وتهجير وتشريد، يختلف مع ما حدث في المناطق الأخري، وانه عبارة عن مؤامرة كبري من قبل القوي الاستعمارية التي تريد فرض هيمنتها علي المنطقة. إن اسرائيل انشئت من أجل القضاء علي الإسلام، وذلك ما أشار اليه الإمام الخميني(رض)، بقوله ان امريكا واسرائيل تعارضان أصل الإسلام، لذا فان احتلال فلسطين لا يعني احتلال ارض بعد اشتعال حرب فحسب، بل مخطط يهدف لمواجهة النمو والتطور الفكري الإسلامي.

ولا يخفي علي أحد، بأن أهم الأسباب التي دفعت القوي الاستكبارية وعلي رأسها أمريكا والصهيونية الاستعمارية لمعارضة إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية (عام1979م)، هو سيطرة الفكر الإسلامي علي إيران؛ الأمر الذي شكل تحديا لتلك القوي وذلك بعدما كانت إيران تعتبر جزيرة آمنة لا تشكل أي خطر علي مصالحها في المنطقة.

بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني، انتشر الفكر الإسلامي في إيران انتشارا واسعاً، الأمر الذي دفع الأعداء إلي إتخاذ خطوات للنيل من إيران، بحيث يمكن القول بأنه لو تقبل شعب من شعوب المنطقة الدين الإسلامي كما تقبله الشعب الإيراني(الإسلام المحمدي الأصيل)، لرأينا اتخاذ خطوات عملية وفرض عقوبات ضد تلك الدولة من قبل القوي الاستكبارية والصهيونية العالمية، كما فعلت ذلك ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
 

5-ماهي مصالح أمريكا و القوي الغربية من وجود الكيان الصهيوني؟

أكبر هدف لأمريكا و القوي الاستعمارية الاخري، هو الهيمنة علي مقدرات الدول الإسلامية ونهب ثرواتها، بالإضافة إلي منع تطور الدول الإسلامية ومنع مسيرة التطور في هذه الدول. ومنذ انشاء الكيان الصهيوني في المنطقة، وبسبب السياسات التي اتخذها هذا الكيان المحتل، تم تخصيص مبالغ كثيرة لمواجهة التهديد والخطر الذي تشكله سياسات الكياني الصهيوني علي المنطقة. إضافة إلي ذلك، وبسبب انعدام الأمن في المنطقة، أودعت بعض الدول استثماراتها في البنوك الغربية بدلاً من تنفيذ مشاريع اقتصادية في المنطقة والدول الإسلامية والتي من شأنها أن تؤدي إلي تنمية المنطقة وتمنع انتشار الفقر والحرمان والفساد.
من هنا يتضح الدور الذي تلعبه القوي الغربية وعلي رأسها أمريكا في استمرار الأزمة في فلسطين والمنطقة، كما اتضح لنا كيف توظف تلك القوي اسرائيل لتبديد ثروات الأمة.

6-ماهي الأسباب التي ساعدت علي بقاء إسرائيل خلال العقود الماضية؟


لا شك أن النظام الصهيوني يختلف مع الحكومات الأخري في المنطقة، لذلك كان يبدو بان هذا الكيان اللاشرعي لا يمكنه أن يستمر طويلاً. السؤال الأساسي بهذا الخصوص هو ماهي الأسباب التي ساعدت علي بقاء إسرائيل خلال العقود الماضية؟
هناك عدة أسباب أدت إلي استمرار الكيان الصهيوني طيلة هذه الاعوام، لعل من أهمها:

اولا: الدعم الكامل الذي تقدمه القوي العظمي للكيان الصهيوني. ان الاقتصاد الإسرائيلي قائم علي المساعدات والأموال الطائلة التي تقدمها القوي العظمي لهذا الكيان المحتل. ان الدول الغربية تقدم المساعدات للاقتصاد الإسرائيلي دون اي مقابل. الولايات المتحدة الامريكية وحدها تقدم سنويا ما لا يقل عن ثلاثة مليارات و600مليون دولار لاسرائيل تحت عنوان المساعدات السنوية، وهي مساعدات تقدمها واشنطن لاسرائيل دون اي مقابل. وتصل نسبة المساعدات التي تقدمها أمريكا لهذا الكيان حوالي 7.5مليارات دولار. وعلي المستوي العسكري ايضا، تقدم الدول الغربية أحدث التقنيات العسكرية لجيش الاحتلال الاسرائيلي، ولو قارنا بين حجم الاسلحة التي تمتلكها إسرائيل بحجم الاسلحة التي تمتلكها الدول العربية، لرأينا أن الاسلحة التي تمتلكها اسرائيل تفوق جميع الدول العربية؛ تفوقها من حيث العدد والجودة. أن الدعم العسكري الذي تقدمه الدول الغربية لاسرائيل جعل بعض الخبراء والمحللين يصنفون الجيش الإسرائيلي في المرتبة الخامسة عالمياً.

أما علي المستوي السياسي، أن الدول الغربية تعتبر النظام الصهيوني جزءا منها وأن وجود هذا النظام يعتبر اداة لضمان مصالحها في المنطقة، لذلك أخذت علي عاتقها مهمة الدفاع عن هذا النظام سياسياً، بحيث نري المجتمع الدولي يلتزم الصمت تجاه ما تقوم به اسرائيل من جرائم وانتهاكات، وفي بعض الأحيان يقوم باتخاذ قرارات داعمة لهذا الكيان.

ثانياً: استمرار الخلافات بين الدول العربية. تعتبر هذه الخلافات من أهم العوامل التي ساعدت علي بقاء اسرائيل طيلة السنوات الماضية.إن الحكومات العربية وبسبب علاقاتها بالقوي الغربية لا يمكنها أن تتخذ مواقف تدعم طموحات الشعب الفلسطيني، لذلك نري بعض تلك الحكومات تقترح بين الفينة والاخري، مقترحات تسوية وتعلن عن استعدادها لانهاء الصراع،. لاشك أن تلك الخطوات زادت الطين بلة وأدت إلي تفاقم الأزمة بدل من أن تؤدي إلي نتائج، لأنها مقترحات لا تضمن حقوق الشعب الفلسطيني ولن تلبي متطلباته.

بالاضافة إلي ذلك، قامت الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني، باتخاذ خطوات طيلة السنوات الماضية حاولت من خلالها استنزاف طاقات العالم الإسلامي، كما قامت بانشاء منظمات ارهابية في المنطقة، عملت علي إشعال الفتن والحروب الطائفية بين دول المنطقة.

7-ما مدي حجم الدعم الذي يجب أن يقدم للقضية الفلسطينية؟ وماهي نوعية هذا الدعم؟

ذكرنا في الصفحات السابقة بأن الكيان الصهيوني تم انشائه بعد مخطط ومؤامرة قامت بها دول الاستكبار العالمي، لذا فان هذا الكيان المدعوم من قبل القوي الاستكبارية يشكل خطراً علي المنطقة والعالم باسره. لاشك أن إبادة شعب بعد احتلال اراضيه تعتبر جريمة كبري بحق الإنسانية، واذا لم يتم اتخاذ الخطوات المناسبة لوضع حد للجرائم الصهيونية في فلسطين، فانها ستكرر في أماكن أخري من بقاع هذه الأرض. وعليه يمكن القول بأن دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته واجب انساني في الدرجة الاولي، لان هذا الشعب يقف في طليعة جبهات القتال ضد العدو الصهيوني. وبما ان الكيان الصهيوني يشكل خطرا علي البشرية، فان دعم القضية الفلسطينية يعني الدفاع عن النفس. اضافة إلي ذلك، انه من واجب الدول ان تدعم القضية الفلسطينية، لكن مع الاسف الشديد أن بعض الدول بسبب تبعيتها للدول الغربية لم تقم بواجبها تجاه فلسطين والقضية الفلسطينية. والحديث عن تلك الدول التي لديها طاقات وامكانيات كثيرة لكنها لم تقدم إلي الآن شيئا للقضية الفلسطينية.
وهنا لابد من الإشارة إلي نقطة في غاية الأهمية وهي انه ومنذ تأسيس وانشاء عدد من المنظمات غير الحكومية، تم تحقيق عدد كبير من المكاسب والنجاحات في مواجهة العدو الصهيوني، وأثبتت هذه المنظمات بأنها جزء من إطار استراتيجي فعال لدعم كفاح الشعب الفلسطيني. ان الانتصارات التي حققتها المقاومة الإسلامية في لبنان وغزة، كتحرير الجنوب اللبناني بعد احتلال استمر 22 عام، وتحرير قطاع غزة بعد احتلال استمر 38 عام، والهزائم التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في حروبه ضد قطاع غزة، كلها من نتائج الدعم الشعبي الذي تقدمه الشعوب للمقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين.

يمكن القول بان شعوب المنطقة يمكنها أن تمارس الضغط علي حكوماتها لكي تتحرك لنصرة للقضية الفلسطينية وان تقدم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني ومقاومته، وإذا تم هذا الأمر فاننا سنري تغيير موازين القوي لصالح المقاومة، وبالتالي سيؤدي هذا الأمر إلي هزيمة الأعداء وانهيار تحالفاتهم الاقليمية.